محمد حامد (دبي)
لا يمكن لكيان كروي يريد أن يغزو التاريخ ويقف على قدم المساواة مع الكبار، أن يفعل ذلك دون أن يصنع لنفسه بعضاً من الرموز التاريخية، فالأمر لا يتعلق بحصد البطولات، ولا يرتبط بالقاعدة الجماهيرية التي تتسع مع مرور الوقت، كما أنه لا يقاس بالقوة المالية فحسب، بل يظل للنجوم الأثر الأكبر في ترسيخ مكانة النادي، والمعادلة في جانبها الآخر تجعل الجماهير والإعلام يحترمون الكيان الذي يحافظ على نجومه ورموزه، وهذا ما فعله مان سيتي في الحقبة الظبيانية، فقد توهج القائد الأسطوري فينست كومباني الذي يعد أقدم نجومه في التشكيلة الحالية، وتألق الكناري دافيد سيلفا بلمساته السحرية، وأبدع أجويرو بقدراته التهديفية، وخطف فرناندينيو الأضواء بأدواره التكتيكية.
وعلى الرغم من أن الرباعي المذكور صنع تاريخ «البلو مون» في الحقبة الحالية، وصنع لنفسه مكانة راسخة في تاريخ النادي، إلا أن هناك وجوهاً شابة في الوقت الراهن تجعل السيتي أكثر توازناً، بفضل بصمة جوارديولا، وهم رحيم سترلينج، وليروي ساني، وفيل فودين، وبيرناردو سيلفا.
ويبلغ مجموع مباريات رباعي الخبرة فينست كومباني، ودافيد سيلفا، وسرجيو أجويرو، وفرناندينيو، يبلغ مجموع مبارياتهم بقميص مان سيتي 1352 مباراة في جميع البطولات منذ التحاقهم بالنادي بين عامي 2008 و2013، كما أن كومباني وسيلفا حصدا مع النادي جميع بطولاته في العقد الأخير، ويشاركهما أجويرو في هذه البطولات، ولكنه لم يحصل على كأس إنجلترا الذي حققه الفريق قبل قدومه بموسم واحد، والتحق البرازيلي فرناندينيو بالثلاثي المخضرم، وأصبح واحداً من أكثر الخيارات التكتيكية تأثيراً في خطط جوارديولا على مستوى وسط الملعب.
كومباني
سيظل فينست كومباني رمزاً تاريخياً لمان سيتي، فهو اللاعب الأقدم في التشكيلة الحالية، والمفارقة أنه التحق بصفوف الفريق قادماً من هامبورج الألماني أغسطس 2008 تزامناً مع انتقال ملكية النادي لأبوظبي، ولم يكن يتجاوز 22 عاماً، وهو الآن يبلغ 33 عاماً، وحقق مع السيتي 11 بطولة هي كل رصيد البلو مون في العهد الظبياني، وشارك في 359 مباراة، وسجل 20 هدفاً، أكثرها تأثيراً رأسيته في مرمى مان يونايتد 2011 - 2012، وفاز السيتي باللقب، وهدفه الصاروخي في شباك ليستر سيتي في الجولة قبل الأخيرة لدوري الموسم الحالي، وهو أحد أكثر الأهداف تأثيراً في حسم اللقب لمصلحة البلو مون.
سيلفا
في الوقت الذي يؤكدون في بلاده إسبانيا أنه نجم كبير لا يحظى بالمكانة الإعلامية والجماهيرية التي يستحقها، فإن دافيد سيلفا هو معشوق جماهير السيتي، واللاعب الأكثر إبداعاً دون ضجيج، فقد صنع للبلو مون 120 هدفاً، وسجل 70، فضلاً عن أدواره الدفاعية في بعض المباريات، ويحمل الكناري الإسباني شارة القائد الثاني لمان سيتي، وحصل على 11 لقباً مثل رفيق الدرب كومباني، وهو أحد أبطال رباعية الدوري أعوام 2012 و2014 و2018 و2019، ويحظى سيلفا بثقة جوارديولا على الرغم من بلوغه 33 عاماً، فهو يقدم أفضل أداء مهاري ممكن في ظل صعوبة وقوة الأداء البدني في البريميرليج.
أجويرو
الصفقة الأفضل في تاريخ مان سيتي بلا منازع، والهداف التاريخي للنادي، والاسم الذي فرض البلو مون في قوائم أفضل النجوم، فهو اللاعب الوحيد من الجيل الحالي في الدوري الإنجليزي الذي اخترق توب 10 الأكثر تهديفاً في تاريخ البطولة، برصيد 163 هدفاً في 237 مباراة، حيث يحتل المركز الخامس، وهو صاحب الهدف الذي حسم لقب أول دوري للسيتي في الحقبة الحالية عام 2012، كما أنه سجل 20 هدفاً أو أكثر للسيتي في البريميرليج في آخر 5 مواسم على التوالي، ويملك سيرجيو أجويرو قائمة لا تنتهي من الأرقام القياسية، ويكفي أن جوارديولا منحه لقب الأسطورة الأكبر في تاريخ السيتي.
فرناندينيو
«فرنانديينو أفضل كثيراً مني»، بهذه الكلمات امتدح جوارديولا نجم وسطه البرازيلي، وذلك في إطار مقارنة بينهما، فقد كان بيب لاعب وسط مدافع، ويعد فرناندينيو هو الرئة التي يتنفس لها القمر السماوي، كما أنه اللاعب الأهم في تكتيك جوارديولا الذي قال عنه إنه يكاد يكون اللاعب الوحيد الذي لا بديل له في تشكيلة السيتي، وذلك تعبيراً عن أهمية الأدوار التي يقوم بها في افتكاك الكرة، وبدء الهجمات، ومواجهة المنافسين، ودعم فريقه في الجانبين الدفاعي والهجومي بذكاء لافت، وخاص فرناندينيو 6 مواسم مع السيتي، وبالنظر إلى بلوغه 34 عاماً، فإن بيب يرى مستقبله التكتيكي في مركز قلب الدفاع.